في شهادة تكشف عن التحديات التي تواجه الصحفيين في جميع أنحاء العالم، كشفت خدمة البي بي سي العالمية أن عددًا مقلقًا من موظفيها يعملون الآن في المنفى، مما يسلط الضوء على الوضع المأساوي لحرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. الأرقام، التي تم الكشف عنها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تظهر أن عدد الصحفيين في البي بي سي الذين تم إجبارهم على العمل بعيدًا عن بلدانهم تقريبًا قد ارتفع بشكل كبير منذ عام 2020، ووصل إلى حوالي 310. هذا الزيادة الكبيرة تؤكد الضغوط المتزايدة والمخاطر التي يواجهها الصحفيون، خاصة في بلدان مثل روسيا وأفغانستان وإثيوبيا، حيث تفاقمت حملات القمع ضد الصحافة.
صحفيون مثل مراسل بي بي سي الفارسي جيار جول يمثلون العبء الشخصي الذي تفرضه هذه الظروف على الأفراد. جول، الذي يعيش الآن في حالة من التأهب المتزايد، اضطر إلى اتخاذ تدابير استثنائية لضمان سلامته وسلامة عائلته، بما في ذلك تركيب كاميرات مراقبة في منزله وتغيير مدرسة ابنته. تجربته تذكير صارخ بالمخاطر التي يتحملها الصحفيون لتقديم الأخبار في عالم معادٍ بشكل متزايد.
كشف البي بي سي يعتبر مقياسًا حرجًا لحرية الصحافة، مع دور الخدمة العالمية في توفير الأخبار النزيهة للبلدان التي تتمركز فيها وسائل الإعلام تحت الرقابة الشديدة أو تكون تحت سيطرة الدولة. حقيقة أن 15 في المئة من موظفيها يعملون في المنفى ليست مجرد انعكاس للتحديات التي تواجهها البي بي سي ولكن أيضًا للهجوم الأوسع على حرية الصحافة وحق الحصول على المعلومات.
هذا الوضع يحمل آثارًا عميقة على الديمقراطية وحق الجمهور في المعرفة، حيث يضطر الصحفيون في كثير من الأحيان إلى الفرار من بلدانهم لتجنب التحرش أو السجن أو ما هو أسوأ من ذلك. ستكون استجابة المجتمع الدولي لهذه الأزمة أمرًا حاسمًا لضمان استمرار الصحفيين في التقارير بحرية وبأمان، بغض النظر عن مكان تواجدهم في العالم.
مع احتفال العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، تعتبر محنة الصحفيين في بي بي سي العاملين في المنفى تذكيرًا قويًا بأهمية الدفاع عن حرية الصحافة. إنها نداء للعمل لدى الحكومات والمنظمات والأفراد للوقوف بتضامن مع الصحفيين في كل مكان، والنضال من أجل الحق في التقارير دون خوف من الانتقام.
كن أول من يرد على هذه مناقشة عامة .